مرحباً عدد ما خطته الأقلام من حروف بكل زوار مدونة تراثي رمز هويتي .. تقدم لكم المدونة نبذة مبسطة عن تراث دولة الإمارات العربية المتحدة و نرجو أن تنال المدونة إعجابكم .


الثلاثاء، 10 مايو 2011

العيد في الإمارات قديماً

إن الطفرة الحضارية أحدثت كثيراً من المتغيرات التي لا تعد ولا تحصى منها ما حدث لمظاهر العيد القديمة وما أصبح عليه في الوقت الحاضر في جميع بلدان العالم الإسلامي بلا استثناء ..


لقد كان للعيد طعم ونكهة مميزة يشعر بها الجميع من صغير وكبير ، أما الوقت الحاضر فإن العيد يإتي ويمر دون الشعور به ويصاحب قدومه مراسيم بسيطة من تهاني وزيارات متواضعة لأول يوم فقط - والبعض لا بسبب المشاكل التي حلت بالأسر والعوائل - حسبنا من العيد ما أدركه القدماء منا ! فقد حظوا بالعيد بمفهومه الصحيح ..



لكن العيد قديماً سعيد وجميل .. والماضي عموماً دائماً جميل ~
ولنستنشق عبق العيد .. قديماً ، وفي الامارات الحبيبة ..



في الصباح الباكر من أول أيام العيد يستيقظ كافة أفراد الأسرة من صغيرهم وكبيرهم فرحين بهذه المناسبة المباركة ، ثم يهمون بالذهاب إلى المسجد لأداء صلاة العيد ، فعند انتهاء الصلاة يقبل الأطفال لتقبيل جده أو والده أو خاله لهدف استلام العيديه . .


ومن ثم يذهب الكبار لتقديم التهاني للحاكم وهذه عادة طيبة جُبل عليها الشعب الاماراتي منذ القدم
بعد ذلك يجتمع شمل الأسرة مرة أخرى في البيت للإفطار، وهذا الإفطار يختلف عن أي يوم عادي حيث يتكون من العديد من الأصناف التي تشتهيها النفس مثل : القرص العكيلي والباجيلا والنخي وخبز الرقاق وبعض الحلويات الشعبية ..


بعد ذلك يهم الجميع فالأجداد والآباء يذهبون إلى المجالس لتقديم التهاني في مثل هذه المناسبة .. !


إن الاحتفالات تقام في كل صوب وخاصة في الأماكن الفسيحة ( عالبحر و أماكن النزهة و غيره) بالإضافة إلى الرقصات الشعبيه والتي منها رقصة العرضة ، كما تقوم بعض النسوة في هذه الساحات بالجلوس على الأرض لبيع بعض المكسرات والحلويات المعروفه مثل : الملبس والنقل والسبال والسمسميه والبرميت ...


ولا ننسى اجتماع الأسرة مرة أخرى للغداء ويكون هذا اليوم من النوع الجيد الصنع بما يليق مع هذه المناسبة ! ويقدم بالعادة بوقت مبكر والبعض يفضله في الضحى والبعض الآخر بعد صلاة الظهر .


وهكذا تستمر الفرحة طيلة أيام العيد ...


في العيد يمر الأولاد على البيوت لأخذ العيدية ويعطي أصحاب البيوت الأولاد الدراهم. وفوالة العيد تختلف نوعاً ما عن الفوالات العادية ، فهي تتكون من » الهريس « وغيره من الحلوى الخاصة بالعيد ،الفوالة في اللهجة المحلية هي الأكلة التي تقدم أمام الدلة سواء كانت فاكهة أوحلويات وتختلف هذه الفوالة عن » الريوق « فعندما يقول فلان » تريق « أي أفطر صباحاً والغداء والعشاء معروف أمرهما أما في غير هذه الأوقات الثلاثة والأكلات المعروفة فيها ، فإذا زارك إنسان وقدمت له أكلة فهي » الفوالة « وذلك في اللهجة المحلية وفي البحرين تسمى » الجدوع « .



إحتفالات العيد :إن مظاهر الفرحة بالعيد من التقاليد الراسخة التي يتمسك بها الكبار والصغار ومن أهمها ارتداء الملابس الجديدة ، التي يبدأ بتجهيزها منذ الليل لتأدية الصلاة بها في الصباح الباكر. وإذا كان الكبار يكتفون بإعداد كندورة واحدة للعيد ،فإن الصغار لا يقنعون بأقل من ثلاث كندورات واحدة لكل يوم من أيام العيد حيث تقام عصراً سباقات الهجن والخيل أو عروض الحربية والعيالة للرجال.
والعيد في المدينة أوضح ما فيه الحركة التي لا تتوقف إلا بانتهاء أيام العيد ، والتي يشترك فيها الجميع ، الكبار يتزاورون في الصباح بعد صلاة العيد ، وتحية الشيوخ ، ثم ينصرفون إلى الرقص واللعب والتسابق.
أما الصغار فلا يكفون عن اللعب في مجموعات والطواف بالبيوت لجمع العيدية وهم يرددون » باكر العيد بنذبح لبقرة وبنعش خماس طويل المنخرة « . وتشارك في الاحتفال بالعيد كل الفرق الفنية الشعبية ، يلتف حولها الناس يرددون مع أفرادها الأغاني الشعبية الشائعة بينهم ، ويستمر كل هذا حتى بعد منتصف الليل .



العيد في البادية :أما في البادية ، فالاحتفال يأخذ طابعاً هادئاً رزيناً ، قد يكون مبعثه الهدوء والاستقرار الذي اعتاده أهل البادية من خلال حياتهم الهادئة في الصحراء. فالبدوي يبدأ صباح العيد بتناول حبات التمر ، وبعض الحليب ، ثم يتجمع الرجال لأداء صلاة العيد ، كما يذهب الرجال للصلاة وبصحبتهم الأبناء ويعودون بعدا إلى البيت لتناول الإفطار .
والتهنئة بالعيد في البادية من تقاليدها زيارة الأهل والأقارب ويجلس معهم بالترتيب حسب درجة القرابة ، فالأب والأم أولاً ، ثم الأعمام ثم أبناء العمومة وهكذا ، وبعدهم الجيران والعشيرة .



حق الليلة :تعددت تسمياتها لكل هدفها واحد استقبال شهر رمضان والعيش المبكر لأجوائه ، وفي الإمارات تسمى » حق الليلة « وفي الكويت والبحرين تسمى » ليلة النصف من شعبان « ، ومهما تعددت تسمياتها فإن الاحتفال بها واحد يرسم في النفس الانطباع بحسن الجوار والكرم ، وبالذات إدخال الفرح والسرور إلى قلوب الأطفال وإخبارهم عبر تلك الليلة أن رمضان قادم أيها الأحباب .
وأن عليكم الصيام والتعبد والتجهد ،فالأطفال يفرحون بطارق الباب وهو يقول » أعطونا الله يعطيكم « ، ترى خليطاً من المكسرات والحلوى المتنوعة تملأ جعبة الطارق ، ويخرج الجميع إلى الأسواق ، وهي ملونة بألف لون ولون تحكي » حكاية ليلة « أو » حق الليلة « على الجميع في العطاء ،واستقبال شهر رمضان الذي يقترب موعده ، فتقرب أجواء التقوى لتسكن القلوب وتملأها بالإيمان وكبير العبر والعظات.
ويتداعى الماضي بصورته القريبة والبعيدة ، فمازالت » حق الليلة « هي بالأمس كما هي عبر الأجيال مع منتصف شهر شعبان ، حيث يرى الكبار أنفسهم وطفولتهم مع كل ترديد وهم يسمعون الأطفال يرددون فرحين الأهازيج الخاصة بحق الليلة .
يا الله أنسير حق الله جدام بيت عبد الله يا الله أنسير حق الليلة الليلة أحلى ليلة وعندما يصلون إلى باب المنـزل المنشود يقومون بطرق الباب قائلين: أعطونا الله يعطيكم بيت مكة يوديكم أعطونا من مال الله سلم لكم عبد الله فإذا قدم أصحاب المنزل لهم هذا الحق ، فإنهم يقولون : سلم ولدهم يا الله وتخليه لأمه يا الله جدام بيتكم وادي والخير كله ينادي أما إذا أقفل الباب في وجوههم ، ولم يحصلوا على الحق ، فإنهم يرددون بغضب : جدام بيتكم طاسة ووجوهكم محتاسة .



فاطمة 

ليست هناك تعليقات: